خدعة هائلة في تاريخ البشرية: كيف خدعت مذكرات هتلر المزيفة الصحافة البريطانية؟
أخبار العالم

خدعة هائلة في تاريخ البشرية: كيف خدعت مذكرات هتلر المزيفة الصحافة البريطانية؟

الجزء الثالث

‎خدعة هائلة في تاريخ البشرية: كيف خدعت مذكرات هتلر المزيفة الصحافة البريطانية؟

الجزء -3-

عقاب المتورطين في الخدعة

الصورة، كان كونراد كوياو رسام قام بتزوير مذكرات هتلر
تحت الضغط، كشف هايدمان أن المصدر الألماني الشرقي الذي قدم المذكرات كان كونراد كوياو، وهو مزور اتضح أنه مؤلف الأعمال.
كان كوياو فناناً ماهراً، لكن عمليات التزوير التي قام بها كانت بعيدة عن الذكاء والفهم. وبحثاً عن الإلهام، نَحَلَ أجزاء كبيرة من كتاب ماكس دوماروس “هتلر: خطابات وإعلانات 1932- 1945 “، ونتيجة لذلك قام بنسخ بعض الأخطاء فيما يتعلق بالزمن والحقائق الواردة في الطبعة الأولى من ذلك الكتاب الذي نسخه حرفياً. وفي محاولة منه لإعطاء اليوميات طابعاً شخصياً أكثر تخيل جانباً أكثر ركاكة لحياة “الفورر” أو القائد، فأضاف بعض المداخل مثل “لا أستطيع حتى الخروج من العمل لزيارة إيفا”، و”يجب أن أذهب إلى مكتب البريد لإرسال بعض البرقيات” و”إيفا تقول إن رائحة نفسي كريهة”.
حتى أن كوياو عانى من الأحرف القوطية المعقدة، التي استخدمها على أغلفة المذكرات، حيث قام عن طريق الخطأ بلصق الأحرف الأولى FH عليها، بدلاً من AH. ثم حاول جعل الدفاتر قديمة، من خلال سكب الشاي عليها، وضربها في مكتبه.
ما ساعد في التحقق الأولي من صحة المذكرات هو أن كوياو كان مزوراً غزير الإنتاج، لمذكرات النازية لدرجة أن العديد من الوثائق “الأصلية”، التي قدمتها مجلة “شتيرن” للخبراء لتمكينهم من مقارنة خط يد هتلر، كانت في الواقع من إنتاج كوياو نفسه.
واعتقلت الشرطة كوياو، واعترف بدوره في الخدعة حتى أنه ذهب إلى حد إثبات ذنبه من خلال كتابة اعترافه بنفس خط يد هتلر. وفي عام 1985، أُدين كاياو بتهمة الاحتيال والتزوير وحُكم عليه بالسجن لمدة أربع سنوات ونصف.
وبعد إجراء مزيد من التحقيقات، وجدت الشرطة أن هايدمان قام أيضاً بتضخيم الأسعار التي قال إن مصدره طلبها مقابل المذكرات، وكان يقوم باختلاس الأموال من المبالغ التي دفعتها مجلة “شتيرن”. ويبدو أنه فعل ذلك، لتمويل أسلوب حياته المسرف وصيانة يخته النازي، وشغفه بشراء المزيد من تذكارات الديكتاتوريين (وقد ادعى في وقت لاحق أنه يمتلك الملابس الداخلية لرئيس أوغندا السابق عيدي أمين).
وقد أُدين هايدمان، مثل كوياو، عام 1985 بتهمة الاحتيال وحُكم عليه بالسجن، لمدة أربع سنوات وثمانية أشهر. وفي محاكمته أكد هايدمان أنه تعرض للخداع أيضاً، لكن كوياو أصر دائماً على أن المراسل كان يعلم أن المذكرات مزيفة.
ونتيجة لهذه الفضيحة تضررت سمعة اللورد داكر كمؤرخ وبشكل دائم. وفقد كوخ وأحد محرري مجلة “شتيرن” وظيفتيهما، بينما فُصل جايلز من منصبه كرئيس تحرير صحيفة “صنداي تايمز”.
تحقيق لجنة ليفيسون: ميردوخ طلب من ثاتشر توفير الحماية لصحفه في اضراب الصحفيين
حتى أن مردوخ أقرّ لاحقاً أمام لجنة ليفيسون للتحقيق في أخلاقيات الإعلام عام 2012 بأنه أخطأ بشأن قراره بنشر القصة، قائلاً: “كان خطأً فادحاً ارتكبته وأنا أتحمل المسؤولية الكاملة عنه وسوف أضطر إلى التعايش معه بقية حياتي”.
ومع ذلك، فقد ازداد توزيع صحيفته بسبب قراره بنشر القصة الكاذبة. وبما أن مردوخ أصرّ على بند، يقضي بأن تعيد مجلة “شتيرن” جميع الأموال التي دفعتها لها صحيفة صنداي تايمز، إذا ثبت أن المذكرات مزورة، فإن قطب الإعلام لن يستفيد إلا مالياً من الخدعة.
انتهى

BBC News

Leave feedback about this

  • Quality
  • Price
  • Service

PROS

+
Add Field

CONS

+
Add Field
Choose Image
Choose Video