أمير المؤمنين علي بن ابي طالب كرم الله وجهه
اعداد الدكتورة لميس الرفاعي
هو أمير المؤمنين ، ورابع الخلفاء الراشدين ، وهو ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم ، وزوج ابنته الزهراء ، فاطمة النبوية ، علي بن ابي طالب بن عبد المطلب .
مولده ونشأته :
ولد قبل البعثة بعشر سنين ، وكانت قريش قد أصابتها أزمة شديدة ، وكان ابوه
كثير الأولاد ، قليل ذات اليد ، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ، أشار
على عمه العباس ان يخففا عن ابي طالب تكاليف الحياة ، بأخذ بعض بنيه لتربيتهم والإنفاق عليهم ، وذهبا الى ابي طالب وعرضا عليه الامر فقبل ، فضم العباس اليه جعفرا ً وضم النبي صلى الله عليه وسلم علياً ، فنشأ علي في أحضان الرسول الكريم ، ونعم بالقرب منه ، وتمتع برعايته .
إسلامه : قدمنا ان علياً تربى وهو صغير في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونشأ تنشئة اسلامية ، فلما بعث رسول الله صلوات الله وسلامه عليه بالنبوة والرسالة ، كان أول من آمن به أم المؤمنين خديجة ، ومن ثم علي رضي الله عنه ، ومن الرجال أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
وكان علي اذ ذاك صبياً في العاشرة من
عمره ، وقد كرم الله وجهه فلم يسجد لصنم ، ولم يشارك قريشاً في شيء من وثنيتها .
قوة شخصيته :
أولع منذ حداثة سنه بالفروسية ، ومزاولة السلاح ، وقد ساعده على ذلك انه كان متين البنية بالغ القوة .
ثم اصبح فارساً لا يجاري في ميدان الفروسية ، وقد عرف عنه انه لم يبارز فارسا الا غلبه ، ولم يصارع احداً الا صرعه .
عمرو بن ود ، فارس جيش المشركين في غزوة الخندق ، خرج يختال بنفسه طالباً المبارزة ، فبرز اليه بطل الاسلام والمسلمين علي بن ابي طالب ، فقال له عمرو : يا ابن اخي ، من اعمامك من هو أسن منك ،واني اكره أن أهرق دمك،
إن أباك قد كان صاحبي .
فقال له علي : لكني والله لا اكره ان اهرق دمي . فغضب عمرو ، وأهوى بسيفه على عاتق علي ، ولكن علياً اتقاه ، وضربه علي فسقط ونهض ، ثم تصاولا وتجاولا ، وما انجلت المعركة الا عن عمرو بن ود صريعاً، وعلي شعاره : الله أكبر ، الله أكبر .
وعلي شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم الغزوات كلها الا تبوك ، اذ خلفه عليه السلام على أهله في المدينة .
من مآثره في الاسلام :
أمره صلوات الله وسلامه عليه ان ينام مكانه في ليلة الهجرة ، وهي الليلة الحاسمة التي اتفقت فيها قريش على قتل النبي صلى الله عليه وسلم . فضرب بذلك أروع الأمثال في التضحية والفداء ، ولقد دافع عن الدعوة الاسلامية دفاع الابطال ، ووقف من وراء الرسول عليه الصلاة والسلام يؤيده وينصره ويدفع عنه الأذى ، ويجاهد أعداء الاسلام .
كيف اختير للخلافة ؟
بعد مقتل الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه ، خشي كثير من الصحابة في المدينة فتنة لا يعلم نتائجها الا الله ، ورأوا أن الأزمة التي حلت بالمسلمين في حاجة الى حل سريع ، وان الازمة الاسلامية التي حلت بالمسلمين في حاجة الى حل سريع ، وان الامة الاسلامية في حاجة الى رجل عظيم يقطع دابر الفتنة وينهض بأعباء الخلافة ، فاتجهت انظارهم الى علي لمكانته من المسلمين ، فقبل الخلافة نزولاً عند رأي كثير من المهاجرين والانصار .
حصافة رأيه وسعة علمه :
اتفقت كلمة الجميع على تمكنه في العلم من فقه وبلاغة وكان المرجع في كثير من مسائل الدين ، وتفسير كتاب الله تبارك وتعالى .
وكانت فتاواه وأقواله مرجعاً للخلفاء والصحابة ، وندر أن توجد مسألة من مسائل الشريعة من غير ان يكون له فيها رأي .
وقد سئل ابن عباس : أين علمك من علم ابن عمك ؟ فقال : كقطرة المطر الى البحر المحيط .
وصدق قول ضرار بن حمزة وكان من خواصه : كان والله بعيد المدى ، شديد القوى ، يقول فصلاً، ويحكم عدلاً ، ينفجر العلم من جوانبه ، وتنطق الحكمة من نواحيه .
وفاته :
اشتدت الفتنة بين علي ومعاوية ، فاتفق نفر من الخوارج على قتل كل منهما ، وترصد لعلي عليه السلام عبد الرحمن بن ملجم ، وقت أن كان ينادي لصلاة الفجر ، وضربه بالسيف على رأسه ، فمات علي بعد يومين من الاعتداء عليه في السابع والعشرين من رمضان سنة اربعين من الهجرة .
رحمه الله رحمة واسعة ، وكرم وجهه ، ورضي الله عنه وارضاه .

Leave feedback about this